کد مطلب:99547 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132

حکمت 045











[صفحه 177]

الشرح: قد تقدم القول فی كتمان السر و اذاعته. و قال الحكماء: السر ضربان: احدهما ما یلقی الی الانسان من حدیث لیستكتم، و ذلك اما لفظا كقول القائل: اكتم ما اقوله لك، و اما حالا و هو ان یجهر بالقول حال انفراد صاحبه، او یخفض صوته حیث یخاطبه، او یخفیه عن مجالسیه، و لهذا قیل: اذا حدثك انسان و التفت الیه فهو امانه. و الضرب الثانی نوعان: احدهما ان یكون حدیثا فی نفسك تستقبح اشاعته، و الثانی ان یكون امرا ترید ان تفعله. و الی الاول اشار النبی (ص) بقوله: (من اتی منكم شیئا من هذه القاذورات فلیستتر بستر الله عز و جل)، و الی الثانی اشار من قال: (من الوهن و الضعف اعلان الامر قبل احكامه)، و كتمان الضرب الاول من الوفاء، و هو مخصوص بعوام الناس، و كتمان الضرب الثانی من المروئه و الحزم، و النوع الثانی من نوعیه اخص بالملوك و اصحاب السیاسات. قالوا: و اذاعه السر من قله الصبر، و ضیق الصدر، و یوصف به ضعفه الرجال و النساء و الصبیان. و السبب فی انه یصعب كتمان السر ان للانسان قوتین: احداهما آخذه، و الاخری معطیه، و كل واحده منهما تتشوق الی فعلها الخاص بها، و لولا ان الله تعالی وكل المعطیه باظهار ما عندها لما اتاك بالاخبار م

ن لم تزود، فعلی الانسان ان یمسك هذه القوه و لایطلقها الا حیث یجب اطلاقها، فانها ان لم تزم و تخطم، تقحمت بصاحبها فی كل مهلكه.


صفحه 177.